rabiialibdaa
  فضاء المسرح
 

على هامش الأيام الثقافية

المنظمة بين 01 و 06 أبريل 2013

بالثانوية التأهيلية زينب النفزاوية

              بداية استطاع نادي المواهب أن يحرز قصب السبق في افتتاح هذه الأيام بحضور مكتب جمعية مبادرة أناسي للتنمية البشرية بعد أن اختار النادي الانخراط في صفوفها. لا يسعنا في هذا الصدد إلا أن نعترف للنادي بأهمية العروض المقدمة التي تهدف بالأساس  الى التحسيس بأهمية الثقافة في حياة المواطن رغم غياب جل أشكال الدعم و المحفزات.

             عموما اتسمت جميع العروض بارتباطها الوثيق بالواقع المعيش الذي أضحى في غفلة أو لا مبالاة الجميع يتهدد الصحة النفسية للشباب من زاوية ما يفرزه من ظواهر كالمخدرات و العنف وأعظمها على الإطلاق مواجهة الفراغ القاتل .تجدر الإشارة الى أن النادي نجح في معالجة هذه الظواهر معالجة فنية بكثير من الإدراك و الوعي و الأداء أثار استحسان الحضور.

             فعلى سبيل المثال لا الحصر,كان للارتجال  حيز في الأداء على الخشبة حيث أبانت هذه الفئة العمرية الشابة أو الواعدة حرفية كبيرة في إدماج الجمهور في الحدث المسرحي بطرقة فنية رائعة ما ذكرنا بمسرح توفيق الحكيم المسرح الواقعي .لقد بدا جليا أن الأدوار شيئ لها أن تكون مختزلة فنيا في الزمان و المكان على خلفية ترسيخ خاصية القصة القصيرة الكبرى حيث ينزع المبدع الى قول الشيء الكثير في شيئ قليل أي قصر المساحة المكتوبة ,

«  To say too much in a little »

                 إن دل هذا على شيئ فإنما يدل أن نادي الهواة يدرك حق الإدراك أن قطار زمن العولمة بما له و ما عليه يعاف محطات الانتظار الكلاسيكية,سيما إذا أخدنا في الإعتبار الأوضاع المعيشية للمواطن التي تتأرجح بين قطبي التهميش و الإقصاء رغم المجهودات المبدولة الى حد الان على مستوى إدماج الجانب الاجتماعي و الجمعوي كعنصري قوة لأي تنمية مستدامة.

              صحيح أن المغرب قد خطى خطوات جبارة خلال العشرية الأولى من العهد الجديد ما جعل البلاد استثناء باعتراف المنتظم الدولي,بلدا ينعم بنسبة من الاستقرار مقارنة مع ما يقع من انفلات و قتل ينحوان نحو الفتنة و الفتنة أشد من القتل في ظل ما يصطلح عليه بالربيع العربي الذي يختلف عن ربيع براغ لكونه حرر المظلومين من هاجس الخوف و فزاعات الجملوكيات على حد تعبير الدكتور خالص جلبي.

           وإذ نصرح بذلك فإننا انصافا نحرص كل الحرص أن نقارب الوضع العام انطلاقا من تناول الكأس من شقيها المملوء و الفارغ منه.و من زاوية النصف الفارغ من كأس المجتمع,يسعى المجتمع المدني المنبثق من الأحياء الفقيرة الى فرض ذاته وفقا لما يرد في الخطاب السوسيو اقتصادي بدافع التأثير في المحيط محليا انطلاقا من التحكم بزمام المبادرة التي ما هي في نهاية المطاف إلا أولى العتبات المفضية الى فضاء أرحب ألا و هي الديمقراطية التشاركية.و في هذا السياق نسجل و للأسف الشديد غيابا غير مبرر للمؤسسات من أطر التدريس و نيابة التعليم و جمعيات اباء و أولياء التلاميذ و المجلس المنتخب... لقد خلق هذا الغياب متاعب كثيرة يوم الافتتاح حيث عمت الفوضى و ساد الضوضاء بشكل اعكس سلبا على أداء المنشطين و المتلقي على حد سواء إذ تحولت القاعة الى ما يشبه صالونا خانقا بحمام عمومي !!؟

          على أي تستدعي التنمية المستدامة المسؤولة حضور ثلاثة أقطاب رئيسة: الفاعل الجمعوي و رجل الدولة و رجل السياسة بغض النظر عن رجل الاقتصاد الذي قد تتجمع فيه الأقطاب الثلاثة !؟ ما عاد الكلام يصنع المعجزات كما في مجتمعات الخرافة و الشعوذة السياسية سابقا.ولنا في تاريخ حضارة القول مثال السوفسطا ئيين الإغريق الذين كانوا انتفا عيين حولوا الكلام البليغ الى وظيفة مدرة للنفع و المال و الجاه.لكن رغم الانتقادات الموجهة للسوفسطائية استطاع هؤلاء على الأقل بلورة و تطوير و إثراء الخطاب و الخطابة بمعنى استفادوا من اللغة وأفادوا لغتهم.

          باقتضاب شديد إذا كانت حضارة القول قدرا لابد منه,فما هي قيمتك المضافة أيها المسؤول ؟؟؟؟؟

عبد الكبير البرودي:رئيس جمعية مبادرة أناسي للتنمية البشرية

محمد مستاج:رئيس لجنة الإبداع و مكافحة الهذر المدرسي 

 
  Aujourd'hui sont déjà 8 visiteurs (14 hits) Ici!  
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement